المجال الأخضر، والتجهيزات الثقافية والرياضية بمدينة فاس: مسارات التطور واختلالات الحاضر

Abstract

لقد ظلت أحياء مدينة فاس بصفة عامة تعاني، من نقص في التجهيزات العمومية، بما في ذلك المساحات الخضراء، والتجهيزات الثقافية، والرياضية، مما يدل على غياب تصور واضح وفهم التمدين في استراتيجيات السياسات العامة باعتباره يقوم على البناء والتشييد العمراني دون اعتماد الأسس العلمية في تهييء وتنظيم المدن، وعدم إدراك خطورة اهمال مثل هذه التجهيزات الحيوية التي ظلت خارج سلم الأولويات، مما أدى الى تقويض وجه المدينة على مستويات عديدة. إذ يؤثر تقلص أو غياب المساحات الخضراء على عيش مجموع السكان بالمدينة، خاصة الذين يشعرون بالضيق في السكن العشوائي، وينعكس على صحتهم النفسية والجسدية، وسلوكاتهم اليومية.

كما تعتبر التجهيزات الثقافية، والترفيهية، والرياضية، حاجة لكل الناس، ولساكنة المدينة أساسا، كما تعد مكونا من الضروري توفيره في المدن لمسايرة الحداثة، وتعميق التواصل الإيجابي بين ساكنتها، ومنح الحياة بها ملمحا إيجابيا وفاعلا، لما يقدمه ذلك من خدمات لصورة المدينة على المستوى الرمزي، والثقافي، والجمالي. هكذا تصير بنيات وتجهيزات الثقافة والترفيه وجها مميزا للحياة الحضرية، وهو ما يترجم في الهندسة المعمارية للمدن من خلال إنشاء وخلق بنيات متنوعة من قبيل قاعات السينما، ودور الشباب، والمسارح، والمكتبات، والملاعب، وقاعات الرياضة المختلفة، وفضاءات الترفيه المفتوحة... إنه ما يمنح للمدينة الحياة والجاذبية أكثر.